كيف تتنزّلُ البركةُ علينا..
صفحة 1 من اصل 1
كيف تتنزّلُ البركةُ علينا..
كيف تَتَنَزَّلُ البركةُ علينا ؟
البركة .. كثيراً ما تتردد هذه الكلمة علي ألسنتنا ، وفي كل وقت نحن نطلب البركة ،
ونقص البركة في النفس والمال والولد مدار حديث شبه يومي بين افراد العائلة.فقرص الخبز أصبح اصغر , والراتب الشهري ينتهي في ثاني أيام الشهر وهكذا ......
فما معني البركة ؟! وما مصادرها؟ وكيف تتحقق ؟! وما هي الوسائل التي نكتسب بها البركة ؟!
* ما هي البركة ؟
البركة هي الزيادة والنماء ، والبركة في المال زيادته وكثرته ، وفي الدار فساحتها وسكينتها وهدوؤها ، وفي الطعام وفرته وحسنه ، وفي العيال كثرتهم وحسن أخلاقهم ، وفي الأسرة انسجامها وتفاهمها ، وفي الوقت اتساع وقضاء الحوائج فيه ، وفي الصحة تمامها وكمالها ، وفي العمر طوله وحسن العمل فيه ، وفي العلم الإحاطة والمعرفة .. فإذاً البركة هي جوامع الخير ، وكثرة النعم ،
والبركة كلها لله تعالى ومنه ،وهو المبارِك جل وعز بيده الخير كله ،والبركة كلها له , فإذا أراد الله بعبدٍ خيراً بارك له في رزقه وكتب له الخير فيما أولاه من النعم والبركة في الأموال ، والبركة في العيال ، والبركة في الشؤون والأحوال .. نعمة من الله الكريم المتفضل المتعال ..الله وحده منه البركة ومنه الخيرات والرحمات ..
فما فتح من أبوابها لا يغلقه أحد سواه ، وما أغلق لا يستطيع أحد أن يفتحه..قال سبحانه : { مَّا يَفْتَّحِ اللهُ لِلِنَّاسِ مِن رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لهَاَ وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }.إنها البركة التي يصير بها القليل كثيراً ، ويصير حال العبد إلى فضلٍ ونعمةٍ وزيادةٍ وخير ..
فالعبرة كل العبرة بالبركة ..فكم من قليل كثرَّه الله ، وكم من صغير كبَّره الله ..فأنت قد تُعطى الملايين ،لكن تنزع منها البركة ،تجد شقاءها في الدنيا قبل الآخرة ،تملك الملايين ،لكن لا تتمتع بها لأن البركة منزوعة ،وقد لا يكون معك إلا راتبك الذي لا يوصلك لآخر الشهر ،لكن يبارك الله في هذا القليل فتعيش حياة الملوك أنت وأولادك. فلو أن هناك رجلان ،الأول له عشرة من الولد ،والثاني ليس له إلا بنت واحدة. قد تُنزع البركة من الأول ،فهؤلاء العشرة لا ينفعونه بشيء ،بل ربما عانوا هم سبب المتاعب التي يعيشها ،والنكد الذي يعيشه ،ربما مَرِضْ ولا أحد من العشرة يُحس به ،أو يلتفت إليه يمر اليومان والثلاثة والأسبوع ،ولا أحد يسلم عليه.إنهم عشرة ،لكن بدون بركة. والثاني قد يطرح الله البركة في هذه البنت , فتكون خيرا على أهلها .
فما أحوجنا أن نعرف مفاتيح البركة ومفاتيح الأرزاق وخاصة في هذه الأيام التي كثرت فيها الشكوى وتعالت فيها الأنات من ضيق الأرزاق
نعم ما أحوجنا لأن نطلب البركة ونسعى إليها ... ولكن كيف ؟! فهل البركة تكتسب اكتساباً من الحياة ، أم أنها عطاء إلهي مخصص لبعض الناس دون الآخرين؟! وهل جعلها الله عامة يمكن لأي أحد أن يحصل عليها ، أي أنه خص بها عباداً من خلقه وأفردهم بها فلا تنبغي لأحد سواهم ؟! ستعرف ذلك بنفسك....
أولا : مصادر البركة :
وأقصد بذلك الأشياء أو الأشخاص أو الأماكن التي باركها الله , فلو أحسنا الصلة بها لنالنا من بركتها وخيرها , ومن هذه :
1- القرآن كله بركة
يقول الله تبارك وتعالى} وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون } الأنعام:92،
وقال سبحانه: وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون
فالقرآن جعله الله بركة من خلال اتباع تعاليمه وقراءته وتحكيمه والتداوي به، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( البيت الذي يذكر فيه القرآن تسكنه الملائكة، وتهجره الشياطين، ويتسع بأهله ويكثر خيرًا.) وقال صلي الله عليه وسلم : لا تجعلوا بيوتكم مقابر . إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) .
قال ابن القيم رحمه الله: "وهو أحق أن يسمى مباركاً من كل شيء لكثرة خيره ومنافعه ووجوه البركة فيه". ويقول صاحب الظلال رحمه الله وهو يصف بركة القرآن:
إنه مبارك في أصله ،باركه الله وهو ينزله من عنده ،ومبارك في محله ،الذي علم الله أنه له أهل، وهو قلب محمد ، ومبارك في حجمه ومحتواه، فإن هو إلا صفحات قلائل ولكنه يحوي من المدلولات والإيحاءات والمؤثرات والتوجيهات في كل فقرة منه ما لا تحتويه عشرات الكتب. وإنه لمبارك في أثره وهو يخاطب الفطرة البشرية بجملتها خطاباً مباشراً عجيباً لطيف المدخل ،فيفعل فيها ما لا يفعله قول قائل. انتهى كلامه رحمه الله.
ومن بركات القرآن أنه رقية ،وأنه دواء وشفاء، ولكن كثيراً من عباد الله حرموا أنفسهم هذا الخير.
يقول ابن القيم عن نفسه: مكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيباً ولا دواءً فكنت أعالج نفسي بالفاتحة ،فأرى لها تأثيراً عجيباً ،فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً فكان كثيراً منهم يبرأ سريعاً.
فلتحرص على قراءة القراّن يوميا ولو بمقدار ربع واحد
Roo7- نائبة المدير العام
-
عدد الرسائل : 246
تاريخ التسجيل : 27/10/2007
رد: كيف تتنزّلُ البركةُ علينا..
2- الرسول بركة
فإنه سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع روى مسلم في صحيحه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((إن الله اصطفى كنانة ،واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بين هاشم)) فله عليه الصلاة والسلام فضائل عظيمة ومزايا كريمة أنعم الله تعالى عليه بها ،فزادته شرفاً وفضلاً وبركة.
ومن أعظم بركاته عليه الصلاة والسلام هذا الدين الذي بعث به ،فمن قبلها سعد في الدنيا والآخرة ،ومن ردّها خسر الدنيا والآخرة ،قال تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وما هذا النكد وهذا الشقاء الذي تعيشه البشرية إلا لبعدها عن هذه الرسالة الخالدة.
أضف إلى ذلك صوراً من بركاته الحسية: من تكثيره الطعام ،ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة وإبراؤه المرضى وبركته في إجابة الله تعالى لدعائه صلوات ربي وسلامه عليه.
فإنه سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع روى مسلم في صحيحه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((إن الله اصطفى كنانة ،واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بين هاشم)) فله عليه الصلاة والسلام فضائل عظيمة ومزايا كريمة أنعم الله تعالى عليه بها ،فزادته شرفاً وفضلاً وبركة.
ومن أعظم بركاته عليه الصلاة والسلام هذا الدين الذي بعث به ،فمن قبلها سعد في الدنيا والآخرة ،ومن ردّها خسر الدنيا والآخرة ،قال تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وما هذا النكد وهذا الشقاء الذي تعيشه البشرية إلا لبعدها عن هذه الرسالة الخالدة.
أضف إلى ذلك صوراً من بركاته الحسية: من تكثيره الطعام ،ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة وإبراؤه المرضى وبركته في إجابة الله تعالى لدعائه صلوات ربي وسلامه عليه.
3- الصالحون من البشر بركة:
الذين هم أولياء الله عز وجل. فهم بركة على أنفسهم وعلى غيرهم. وفي مقدمة هؤلاء الدعاة العاملون والمجاهدون المخلصون ،هؤلاء هم صفوة المجتمع ،فهم مستقيمون في جميع أحوالهم وهم مطيعون لربهم ،أخلاقهم حسنة ،نفوسهم طيبة ،فكيف يكون هؤلاء بركة على المجتمع؟ يكون ذلك من وجوه عديدة :
منها أنهم هم الدعاة بين الناس إلى الخير، وهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ،وهم الذين يقومون بواجب النصيحة. وكل هذا بركة على الناس.
ومنها: أنهم يعرفون الناس بدينهم وبأحكامه وتشريعاته وآدابه ،فهم ورثة الأنبياء في هذا الباب.
ومن بركتهم الدعاء للناس ،فهم يدعون للفساق والمنحرفين بالهداية ،ويدعون للمؤمنين المستقيمين بالتوفيق والمغفرة ،ونحو ذلك. ولا يخفى الأثر العظيم النافع للدعاء دنيا وآخرة.
يقول ابن القيم: "النافع هو المبارك ،وأنفع الأشياء أبركها ،والمبارك من الناس أينما كان هو الذي يُنتفع به حيث حل".
فيا أخي المسلم: احرص أن تلحق بركب هؤلاء ،فإن لم يكن فلا أقل من أن تدافع عنهم وتدعو لهم ولا ترضى بأية أذية تلحق بهم ،فهم بركة المجتمع ،وما يدريك أن الله دفع عنا ألواناً من الشرور والنقم والعذاب بسبب هؤلاء وبركتهم وصلاحهم ودعائهم قال الله تعالى: وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون . ويقول عليه الصلاة والسلام: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه)) وفي رواية: ((إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيّروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه)). والحديث واضح ،وهو أن من أسباب رفع العقاب عن الناس ،الأخذ على يد الظالم وتغيير المنكر فالسؤال الآن: تغيير المنكرات ومقاومتها ومدافعتها والنصح والأخذ على يد الظالم ،هذه من سمات من؟ هل هي من سمات المغنيين ،أم من خصائص اللاعبين والرياضيين ،أم تغيير المنكرات من صميم عمل الممثلين؟ إنه كما نعلم جميعاً من سمات الصالحين ،ومن أخص خصائص الدعاة.
بل إن رفع العذاب عن الناس ببركة هؤلاء قد يشمل حتى الكفار إذا كانوا بين أظهر المؤمنين. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "قد يدفع الله العذاب عن الكفار والفجار لئلا يصيب من بينهم من المؤمنين ممن لا يستحق العذاب" ،ثم استدل رحمه الله على كلامه هذا بقوله تعالى: ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا أي لو تميز الكفار من المؤمنين الذين بين أظهرهم. لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً "فلولا الضعفاء – والكلام ما يزال لشيخ الإسلام - فلولا الضعفاء المؤمنين الذين كانوا بمكة بين ظهراني الكفار عذب الله الكفار". انتهى.
فلنتق الله أيها المسلمون ، ولنحافظ على هذه الثلة الخيرة بيننا ،الذين يدافعون عن الأمة ويدفعون فاتورة الإصلاح نيابة عن أمتهم , فهم بركة المجتمع، ولنفخر بكثرة وجوه الصالحين في مجتمعنا، فببركتهم ودعوتهم سينصر الله هذه الأمة ،روى البخاري في صحيحه أن النبي قال: ((هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم)) وفي رواية النسائي: ((إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها وبدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم))
نعم أيها الأحبة: إن ودعاتنا ومجاهدينا وحاملي رايات الإصلاح فينا والأُناس الطيبين الصالحين هم بركة مجتمعنا ،إن منافعهم عديدة ،وخيرهم كثير ،ونفعهم مستمر، فنسأل الله جل وتعالى أن يكثر سوادهم وأن يحفظهم وأن يزيدهم عدداً وإيماناً وتوفيقا. ونحن وإن لم نصل إليهم بجهادهم وبلائهم ،فنسأله سبحانه أن يحشرنا معهم بحبنا لهم.
4- مكة بركة :
إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين ووجه البركة ،أن الطواف بالبيت فيه مغفرة للذنوب فهذه بركة ،والصلاة فيه بمئة ألف صلاة ،وأي بركة أعظم من هذا، وجعله سبحانه مباركاً لتضاعف العمل فيه ،بل قد صح عنه عليه الصلاة والسلام قوله: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)). وقال: ((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) فأي بركة أكثر وأعظم من هذا بل قد ذكر بعض أهل العلم بأن من بركات الحرم قول الله تعالى: يجبى إليه ثمرات كل شيء .
5- مدينة رسول الله مباركة
الصلاة في مسجدها بألف صلاة ،وفيها روضة من رياض الجنة. وصلاة ركعتين في مسجد قباء كأجر عمرة. وينبت بين لابتيها تمر العجوة ،من تصبّح بسبع تمرات منها لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ،وعلى أنقابها ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال وكيف لا يكون للمدينة كل هذه البركة وقد دعا لها رسول الله ص كما في البخاري: ((اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة)) بل من بركتها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعاً يوم القيامة أو شهيداً)). قال العلماء: في هذا الحديث دلالات ظاهرة على فضل سكنى المدينة ،والصبر على شدائدها وضيق العيش فيها، وأن هذا الفضل باق مستمر إلى يوم القيامة.
6- أرض الشام وفى القلب منها فلسطين الحبيبة أرض مباركة
قال جل وتعالى في شأن انتقال بني إسرائيل إلى الشام: وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وقال تعالى مخبراً عن هجرة إبراهيم ولوط عليهما السلام إلى الشام ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين فأرض الشام أرض مباركة ولا عبرة بالفترة الحالية من عمر الزمن ،سواء كان فيمن يحكمها أو يعش فيها أو حتى وجود اليهود على أرضها ،فكل هذا فترة مؤقتة.
7- أرض اليمن أرض مباركة
بدعاء النبي : ((اللهم بارك لنا في يمننا)) ،ولا عبرة أيضاً بوضعها الحالي وما تعيشه من أوضاع ،روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: ((أتاكم أهل اليمن ،هم أرق أفئدة ،وألين قلوباً ،الإيمان يمان والحكمة يمانية)).
8- المطر بركة
(ونزلنا من السماء ماء مباركا ). ولذلك يستحب الدعاء عند نزول المطر فهو أرجى للقبول
9- شجرة الزيتون بركة :
قال تعالى: (يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم يمسسه نار ).
كما يعرف زيت الزيتون بأنه علاج نافع لكثير من الأمراض .
10- الخيل بركة :
قال صلى الله عليه وسلم : ((البركة في نواصي الخيل)) [البخاري].
وهذه البركة لارتباطها بالجهاد في سبيل الله: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم قال : ((الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ،الأجر والمغنم)) [رواه البخاري].
Roo7- نائبة المدير العام
-
عدد الرسائل : 246
تاريخ التسجيل : 27/10/2007
رد: كيف تتنزّلُ البركةُ علينا..
11- النخل بركة :
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم)). والمراد بها النخلة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ،فإنه بركة)) [رواه أبو داود].
12-- ماء زمزم بركة :
خير ماء على وجه الأرض قال : ((إنها لمباركة هي طعام طُعم وشفاء سقم)).
وهذه العين المباركة التي خرجت في أرض جافة ليس فيها ماء ومن وسط الجبال وهي لم تنقطع ، وهي عين مباركة ، بل وقد قال عنها صلي الله عليه وسلم : يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم ـ أو قال لو لم تغرفل من الماء ـ لكانت عيناً معيناً . أي أنها كانت لو لم تغرف منها أكثر غزارة بكثير .
13- ليلة القدر كلهابركة:
ولا يخفي علي أحد ما في هذه الليلة من البركة ، قال تعالي : ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ) قيل هي ليلة القدر. 14- العيدين :
والذي يبدؤه الناس بصلاة العيد يشكرون الله فيها علي ما أعطاهم من نعمه الكثيرة فيبارك لهم في هذه النعم ويزيدها وينميها لهم، ولذلك تقول أم عطيه رضي الله عنها : (كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد ، حتي نخرج البكر من خدرها ، حتي تخرج الحيض ، فكيف خلف الناس فيكبرون بتكبيرهم ، ويدعون بدعائهم ، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته ).
---------------------------------------------------
ثانيا : أسباب تحصيل للبركة .
هذه هي بعض الأسباب التي تُفتح بها أبواب الرحمات والبركات فتدبرها واحرص على العمل بها :
1- تقوى الله
بتقوى الله تفتح الأبواب ، وتنزل الرحمات، وتجزل العطايا والخيرات كما قال رب البريات : { وَلَو أنَّ أَهْلَ القُرَىآَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِن السَّمَاءِ وَالأَرْضِ } الأعراف:96، ويتضح لنا من قول الله تعالى أن الإنسان المؤمن التقي سوف يشعر بالبركةفي حياته وفي زوجته وفي أولاده. فالخير كل الخير وجماع الخير في تقوى الله عز وجلوعلا ، ومن اتقى الله جعل الله له من كل همٍّ فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقهالله من حيث لا يحتسب ..فلن تضيق أرض الله على عبدٍ يتقي الله ، ولن يضيق العيشوالرزق على من خاف الله واتقاه ..
2- الدعاء.
فإن ضاق عليك رزقك وعظم عليك همّك وكثر عليك دينك فاقرع باب الذي لا يرد الدعاء .. اقرع باب الذي لا يرد الدعاء .. واسأل الله جل جلاله فهو الكريم الجوَّاد وما وقف أحد ببابه فنحاه ..ولا رجاه عبدٌ فخيّبه في دعائه ورجاه ..دخل النبي صلى الله عليه وسلم مسجده يوماً فنظر فإذا بأحد أصحابه وحيداً في ساعة لا يُجلس فيها في المسجد - وهو أرحم بنا من أمهاتنا وأبرُّ بنا من أنفسنا - فسأله ما الذي أجلسك يا أبا امامة ؟ ما الذي أجلسك في هذه الساعة ؟ ، فقال : يا رسول الله هموم أصابتني وديون ركبتني .. أصابني الهم وغلبني الدين - الذي هو هم الليل وذل النهار - فقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أعلمك كلمات إذا قلتهنّ أذهب الله همك وقضى دينك) .اسمع بارك الله فيك إذا خرجت الكلمات من قلب صادق وقرعت أبواب السماء . قضى الله الحوائج وفتح أبواب البركات .قال له صلى الله عليه وسلم : ( ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن أذهب عنك همك وقضى دينك ) .صلوات ربي وسلامه عليه ما ترك باب خيرٍ إلاَّ ودلنا عليه ، و لا سبيل هدى ورشد إلا وأرشدنا إليه فجزاه الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته ..قال له : ( ألا أدلك على كلمات إذا قلتهن أذهب عنك همك وقضى دينك ).قال: بلى يا رسول الله ، قال فقل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين ومن قهر الرجال ).تعلمها أبو أمامة ثم مضى فالتقاه النبي صلى الله عليه وسلم بعدها بأيام فقال: ما خبرك يا أبا أمامة .قال قضى ديني وفرَّج همي .. لقد قضى ديني وفرج همي ..يوم أن خرجت الكلمات من قلب صادق يعلم أنَّ الله على كل شيء قدير .. فالدعاء عباد الله حبلٌ متين وعصمةٌ برب العالمين .. عصمة بالذي قال : ردد صباح مساء إياك نعبد وإياك نستعين ..فإذا أراد الله أن يرحم المهموم والمغموم والمنكوب في ماله ودينه ألهمه الدعاء وشرح صدره بسؤال الله جل وعلا الذي بيده خزائن السماوات والأرض وهو الغني الحميد { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ }.
3- صلة الأرحام ..
كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم : (صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار) . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحب منكم أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره وأن يزاد له في عمره فليصل رحمه )..صلوا الأرحام عباد الله .. صلوا الأرحام عباد الله ..فإن صلتها نعمة من الله ورحمة يرحم الله بها عباده.أدخلوا السرور على الأعمام والعمات والأخوال والخالات وسائر الأرحام والقرابات فمن وصلهم وصله الله وبارك له في رزقه ووسع له في عيشه .
4- النفقات والصدقات..
والتي يضاعفها الله تعالي إلي عشر أضعاف إلي سبعمائة ضعف فلا شك أنها تبارك مال الإنسان وتزيده ، قال تعالي : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) ، وقال صلي الله عليه وسلم : ( الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف ، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها ) . ( من يسَّر على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن فرَّج كربة مكروب فرَّج الله كربته في الدنيا والآخرة )..فارحموا عباد الله.. فارحموا عباد الله يرحمكم من في السماء والله يرحم من عباده الرحماء ( وما من يوم تصبح إلا وفيه ملكان ينزلان يقول أحدهم : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً ).يا ابن آدم انفق ينفق الله عليك ، وارحم الضعفاء يرحمك من في السماء ..فرِّجوا الكربات ، وتعاهدوا الأرامل والأيتام والمحتاجين .. فإنَّ الله يرحم برحمته عباده الراحمين .قال صلى الله عليه وسلم : ( يا أسماء أنفقي ينفق الله عليه ولا توعي فيوعي الله عليك )..امرأة يقول لها مثل هذا الكلام !.. فأين أصحاب الأموال ينفقونها على الفقراء والمحتاجين فمن أنفق لوجه الله ضاعف الله له الأجر فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلا الله ولك الخلف من الله فما نقصت صدقة من مال. وانظروا إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كيف كانوا رحماء بينهم فرحمهم الله رحمة واسعة ..لما أتت المنية الزبير بن العوام رضي الله عنه وأرضاه قال لابنه عبد الله : اقضي ديني .. اقضي ديني .. فإن عجزت فقل : اللهم يا ربَّ الزبير اقضِ دينه فإنَّ ربَّ الزبير يعلم أني لم أُنفق أموالي إلا في مرضاته .. فإن ربَّ الزبير يعلم أني لم أنفق أموالي إلا في مرضاته وعلى عباده المحتاجين ..مات الزبير فجمع عبد الله بن الزبير دينه فإذا هو ألف ألف .. فإذا هو ألف ألف.. فضاقت به الأرض .. والمال الذي تركه أبوه قطعة أرض وأربعمائة ألف لا تفي بقضاء الدين.. فتذكر تلك المقولة التي قالها له قبل أن يفارق الحياة : إذا عجزت عن قضاء الدين فقل:اللهم يا ربَّ الزبير اقضِ دينه فإن ربَّ الزبير يعلم أني لم أنفق أموالي إلا في مرضاته .. قال فدعوت بذلك الدعاء فما هي إلاَّ أيام فإذا بتلك الأرض أصبحت ممراً تجارياً وأصبح تهافت الناس عليها فعرضتها للبيع بأسعار لا يعلم بها إلاَّ الله ففاضت الأموال وزادت الأموال في يدي ..لمدة عام كامل وأنا أخرج إلى الأسواق أنادي من كان له دين عند الزبير فليأتنا نقضيه .. لعام كامل وأنا أنادي في الأسواق من كان له دين له دين عند الزبير فلياتنا نقضي دينه .فما انقضى العام وزعت التركة على أزواجه الأربع فإذا نصيب كل امرأة ألف ألف .قال إذا عجزت عن قضاء ديني فاسأل الله وقل له : اللهم يا ربَّ الزبير اقضي دينه فإن ربَّ الزبير يعلم أني لم أنفق أموالي إلا في مرضاته ..
5- العمل والكسب والطيب ..
فالإسلام دين العمل دين الكسب الحلال .. الحلال الذي يعف الإنسان به نفسه عن القيل والقال وسؤال الناس ، فمن سأل الناس تكسلاً جاء يوم القيامة وليس على وجهه مزعة لحم والعياذ بالله ..خذوا بأسباب الرزق كما قال الله تعالى : { فَامْشُوا فِي مَنْاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِزْقِهِ وَإِليْهِ النُّشُورُ} ..بسط الله الأرض واخرج منها الخيرات والبركات فجعل الخير في العمل والشر في البطالة والكسل ، فالإسلام دين الجهاد والعمل.. قال صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى فضل الأعمال وما فيها من الخير في الأرزاق قال : ( وجُعل رزقي تحت ظل رمحي ) .فليست الأرزاق أن يجلس الإنسان في مسجده فلا رهبانية في الإسلام فإنَّ السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة..خذوا بالأسباب عباد الله واطلبوا الرزق الحلال من أبوابه يفتح لكم من رحماته ، وينشر لكم من بركاته وخيراته .فالرجل المبارك يسعى على نفسه وأهله وولده فيكتب الله له أجر السعي وأجر العمل .. وليس بعار فقد عمل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.. كان نبي الله داود يعمل صنعة لبوس فكان يعمل في الحدادة فكان منَّة من الله على عباده ..ليس بعار أن تكون حداداً او نجاراً ولكن العار كل العار في معصية الله جل وعلا ..العار كل العار في معصية الله جل وعلا .. والخمول والكسل والبطالة حتى يعيش الإنسان على فتات غيره والعياذ بالله حين يعيش الرجل على فتات غيره مع أنه صحيح البدن قوي في جسده فهذا من محق البركة في الأجساد .فخذوا رحمكم الله بأسباب البركة بالعمل المباح والكسب المباح فلن يضيق الرزق بإذن الله على من اكتسب قال صلى الله عليه وسلم : ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطانا ) فأخبر أنها تغدو ، وأخبر أنها تذهب .. فمن ذهب للرزق يسر الله أمره..
6- الاجتماع على الطعام وبعضالأطعمة بركة:كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (كلوا جميعًا ولا تفرقوا) وجعلت البركة علي الطعام الذي يجتمع عليه الناس ، قال صليالله عليه وسلم (طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة) ، ويظهرهذا جلياً في إفطار رمضان حيث تزداد بركة الطعام بازدياد عدد المجتمعين عليه .فإن الله يبارك فيه وأيضاً لعق الأصابع قال : ((إذا أكلأحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكونالبركة))وكذلك هناك بعض أنواع الطعام فيها بركةمثل اللبن والعسل والزيت والتمر.
7- التبكير بركة :
وذلك يكون في استيقاظ الإنسان باكراً وابتداء أعماله في الصباح الباكر
قال : ((بورك لأمتي في بكورها)) ويتحدث كثير من الأشخاص عن سبب نجاحهم أنه التبكير في أداء الأعمال . ألا فليعلم أولئك الذين ينامون إلى نصف النهار أنهم قد حرموا أنفسهم بركة ذلك اليوم.
8- الصدق في البيع بركة :
((فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما)).
Roo7- نائبة المدير العام
-
عدد الرسائل : 246
تاريخ التسجيل : 27/10/2007
رد: كيف تتنزّلُ البركةُ علينا..
9- التسمية :
وتكون في بداية كل عمل ليمنع إشراك الشيطان في أعماله ، قال صلي الله عليه وسلم : كل عمل لم يبدأ باسم الله فهو أبتر ، أي مقطوع وناقص البركة ، حتى عند جماع الزوجة يقول: (اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا, فإذا رزق بمولود في تلك الليلة بارك الله له فيه) وقال أيضاً
L إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالي عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالي عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله تعالي عند طعامه فقال : أدركتم المبيت والعشاء ،)
فالتسمية تبارك في أعمالنا وتجعلها خالصة من رجس الشيطان وشره .
10- السحور :
لقوله صلي الله عليه وسلم (تسحروا فإن في السحور بركة) ،والبركة هنا الأجر والثواب ، وتحمل الصوم ، والتقوى علي طاعة الله .
11- الأكل الحلال :
وهو الأكل الطيب الذي يبارك الله فيه ،قال صلي الله عليه وسلم : أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً )، فالمال الحرام لا يبارك الله به ولا يعود علي أصحابه إلا بالفقر والنقص .
يقول سهل رحمه الله في آكل الحرام: عصت جوارحه شاء أم أبى، ومن أكل الحلال أطاعت جوارحه ووفقت للخيرات.
12- كثرة الشكر :
وهي واضحة من قوله تعالي : ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) , والزيادة هنا زيادة في كل شيء سواء بالمال أو الصحة أو العمر إلي آخر نعم الله التي لا تعد ولا تحصي.
13- الزواج :
وهو أحد الأسباب الجالبة للبركة ، وقد كان بعض السلف الصالح يطلبون الزواج لكي يتحقق لهم الغني ويأتيهم الرزق ، لأنهم فهموا ذلك من قوله تعالي : ( وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) ، وكذلك قوله تعالي : ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ) .
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التمسوا الرزق في الزواج).
14ـ إقامة الصلاة
يقول الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} طـه:132.
15ـ التوكل على الله
يقول رسول الله صلى الله عليه (لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا)
16- الاستغفار
يعتبر الاستغفار مصدرًا للبركة كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لايحتسب )
نسأل اللهَ جلّ وتعالى أنْ يرزقـَنا البركةَ في كلِّ شيء
Roo7- نائبة المدير العام
-
عدد الرسائل : 246
تاريخ التسجيل : 27/10/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى