منتديات جدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لماذا خص الله الصيام بإضافته إلى نفسه دون سائر الأعمال ؟

اذهب الى الأسفل

لماذا خص الله الصيام بإضافته إلى نفسه دون سائر الأعمال ؟ Empty لماذا خص الله الصيام بإضافته إلى نفسه دون سائر الأعمال ؟

مُساهمة من طرف Roo7 السبت أغسطس 29, 2009 11:15 am

لماذا خص الله الصيام بإضافته إلى نفسه دون سائر الأعمال ؟

لقد خص الله الصيام بإضافته إلى نفسه دون سائر الأعمال فقال : ( إلا الصيام فإنه لي ) ..

وقد كثر القول في معنى ذلك من الفقهاء وغيرهم ، وذكروا فيه وجوهاً كثيرة ، ومن أحسن ما ذكر فيه وجهان :

أحدهما : أن الصيام هو مجرد ترك حظوظ النفس وشهواتها الأصلية التي جبلت على الميل إليها لله عز وجل ، ولا يوجد ذلك في عبادة أخرى غير الصيام ؛ لأن الإحرام إنما يترك فيه الجماع ودواعيه من الطيب دون سائر الشهوات من الأكل والشرب ، وذلك الاعتكاف مع أنه تابع للصيام .

وأما الصلاة فإنه وإن ترك المصلى فيها جميع الشهوات إلا أن مدتها لا تطول ، فلا يجد المصلى ونفسه تتوق إلى طعام بحضرته حتى يتناول منه ما يسكن نفسه ، ولهذا أمر بتقديم العشاء على الصلاة

وهذا بخلاف الصيام ؛ فإنه يستوعب النهار كله ، فيجد الصائم فقد هذه الشهوات ، وتتوق نفسه إليها ، خصوصاً في نهار الصيف ؛ لشدة حره وطوله ، ولهذا روي أن من خصال الإيمان الصوم في الصيف ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصوم رمضان في السفر في شدة الحر دون أصحابه كما قال أبو الدرداء ، وورد أنه صلى الله عليه وسلّم كان بالعرج يصب الماء على وهو صائم من العش أو من الححر .

فإذا اشتد توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه ، ثم تركته لله عز وجل في موضع لا يطلع عليه أحد إلا الله ، كان ذلك دليلاً على صحة الإيمان ، فإن الصائم يعلم أن له رباً يطلع عليه في خلوته ، وقد حرم عليه أن يتناول شهواته المجبول على الميل إليها في الخلوة ، فأطاع ربه ، وامتثل أمره ، واجتنب نهيه خوفاً من عقابه ، ورغبة في ثوابه ، فشكر الله تعالى له ذلك ، واختص لنفسه عمله هذا من بين سائر أعماله ؛ ولهذا قال بعد ذلك : ( إنه إنما ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ) .

ولما علم المؤمن الصائم أن رضا مولاه في ترك شهواته قدم رضا مولاه على هواه ؛ فصارت لذته في ترك شهوته لله ، لإيمانه باطلاع الله عليه ، وثوابه وعقاب أعظم من لذته في تناولها في الخلوة ؛ إيثاراً لرضا ربه على هوى نفسه ، بل المؤمن يكره ذلك في خلوته أشد من كراهته لألم الضرب ، وهذا من علامات الإيمان أن يكره المؤمن ما يلائمه من شهواته إذا علم أن الله يكرهه ، فتصير لذته فيما يرضي مولاه وإن كان مخالفاً لهواه ، ويكون ألمه فيما يكرهه مولاه وإن كان موافقاً لهواه . كما قيل :


عذابه فيك عذاب *** و بعده فيك قرب
وأنت عندي كروحي *** بل أنت منها أحب
حسبي من الحب أني *** لما تحب أحب


الوجه الثاني : أن الصيام سر بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره ؛ لأنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله ، وترك لتناول الشهوات التي يستخفى بتناولها في العادة ، ولذلك قيل : لا تكتبه الحفظة . وقيل : إنه ليس فيه رياء ، وقد يرجع إلى الأول ؛ فإن من ترك ما تدعوه نفسه إليه لله عز وجل حيث لا يطلع عليه غير من أمره ونهاه ، دل على صحة إيمانه ، والله تعالى يحب من عباده أن يعاملوه سراً بينهم وبينه ، بحيث لا يطلع على معاملتهم إياه سواه ، حتى كان بعضهم يود لو تمكن من عبادة لا تشعر بها الملائكة الحفظة . وقال بعضهم لما اطلع على بعض سرائره : إنما كانت تطيب الحياة لما كانت المعاملة بيني وبينه سراً ، ثم دعا لنفسه بالموت فمات . المحبون يغارون من اطلاع الأغيار على الأسرار التي بينهم وبين من يحبهم ويحبونه ..


لا تذع الســـر المصون فإنني *** أغار على ذكر الأحبة من صحبي




والله أعلم
منقووووووووووووول
Roo7
Roo7
نائبة المدير العام

انثى
عدد الرسائل : 246
تاريخ التسجيل : 27/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى